الأربعاء، 3 مارس 2010

الحركة الأدبية فى مصر الأيوبية والمملوكية

الحركة الأدبية فى مصر الأيوبية والمملوكية



تأكد حضور الشخصية المصرية فى الأدب خلال العصرين الأيوبى والمملوكى سواء من حيث تاريخها أو معالمها المرتبطة بالبيئة والموقع وامتزاج الأجناس الذى لا يبعدنا كثيرا عن " عبقرية المكان" لو استخدمنا المصطلح الذى عبر عن "جمال حمدان" أو الوسط الطبيعى لو استخدمنا مصطلح " هيبوليت تين " الذى اشاعه " محمد حسين هيكل - و أحمد ضيف - وطه حسين " وأقرانهم من ابناء الرعيل الجامعى الأول.

ويمكن معالجة الحياة العقلية والأدبية فى عصرين مهمين من عصور الأدب فى مصر , هما عصر بنى أيوب , وعصر المماليك , وذلك من منطلق أن لكل اقليم من أقاليم الأدب العربى شخصية خلقتها الظروف الطبيعية والإجتماعية , وأن هذه الشخصية تتجلى فيما تبدعه من فكر وفنون والبداية المنطقية لهذا السعى العلمى هى دراسة الشخصية المصرية , من حيث عناصرها ومظاهرها ومميزاتها , من منظور مؤداه أن تحديد هذه الشخصية تحديد للإطار المرجعى الذى تقاس عليه تجليات الإبداع الفنى ومظاهر الإنتاج الفكرى. وذلك فى نوع من الحركة المنهجية التى ترد النتائج إلى اسبابها , والمعلومات الى علتها الأولى أو مركزها الأصلى الذى الذى هو الشخصية التى ابدعت على هذا النحو وفكرت بهذه الكيفية وتتناقل الحركة المنهجية مابين النتائج التى ترد إلى اصلها وهو الشخصية المصرية من ناحية , وما بين الشخصية نفسها والعوامل التى عملت على تشكلها فى خصوصيتها من ناحية مقابلة.

جزور اسلامية:

يرجع الجزر الأول: لهذه الشخصية الى الإسلام الذى انسى المصريين ماضيهم القديم ودفعهم إلى الإنصهار فى رسالته والتشكل الثقافى الجديد على هديه , هذا التشكل الثقافى كان يعنى بفعل الإنسان فى الحياة الدنيا وإسهامها فيها.

الأمر الذى أدى الى ازدهار علوم الدنيا , لكن بما لايكن بعيدا عن الاهتمام بمصير الإنسان فى الحياة الأخرى إنه تشكيل مرتبط بمفهوم انسان يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا , ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا.

فكان الإهتمام بالحياة الأخرى موازيا للإهتمام بالحياة الدنيا , والتركيز أدى الى نشأة التصوف.

هذا التشكل الذى ارتبط بالإسلام من حيث هو نظام روحى ومدنى كان الأصل الذى جمع الشخصية المصرية مع غيرها فى الرابطة الإسلامية لكن هذه الرابطة الإسلامية بدورها لم تمنع الخصوصية التى ترتبت على الوسط الطبيعى والتاريخ الاجتماعى السياسى , وكلاهما أدى الى أن تتبلور سمات الشخصية المصرية فى القرون الوسطى فى عشرة ملامح أساسية هى: